نعم هذا ماحدث وما كان للسيد ريكارد عندما اصدم بواقع اغرب من الخيال وموقف تحدث بلا نطق وحراك كما هي الصور التي تبثها فضائيات اليوم الصور تتحدث ... وبعد حين أتى الخبر اليقين وهو الخروج الكبير من ارض النوكامب بعيدا عن ارض الأحلام والعشب الأخضر والطريق الميسور لتكون ضربة في أعمق اعامقك ياريكارد ضربة لن تنبري وكيف وأنت تطرد اليوم من مكان طالما ثبت على أركانه ولم تهزك زلازل الكون ولم تشوش أبصارك وتحديقك غوابر الأسلاف وليعرف العالم من هو مدريد قاهر الكبار كان ولا يزال .
كانت بداية المباراة كأشتعال مبكر وانسدلت جملة الكلاسيكو كاملة بكل فواصلها منذ أن أعلن السيد بيريز بورول عن انطلاقها أو بصحيح التعبير اندلاعها فهي ليست بمباراة وليس بلعبة ل90 دقيقة بل إنها بكل التأكيد اكبر وأوسع وأعظم من كل الكلام التقليدي الذي يطلق عليها . وعندما أكد ذلك الابن البار والقديس والراهب والروح البلانكو سهما من قدم زرات تلك الأماكن والتفت على خواصر شباكها تحت شعار البارسا على طوال سنين من التألق وفي الدقيقة الـ13 لتدق حينها النواقيس وترفع بها كل المداعبات الطفولية لندخل enter to war إلى عالم اللارحمة ولا قضاء ولا توقف إلا بالموت والنفس الأخير ليطعن من جديد اراغونيس في الصميم بمواقفه الغبية تجاه البلانكو الحبيب .
وبعدها يتبين الأنهيار الكامل شيئا فشيئا على محيى الكتلونيين وبعدها بـ 8 دقائق يضيف الحبيب الرائع والموهوب بفطرة الكبار والمنير كلآلئ المرجان النادر في ليالي تشرين ليركن الكرة في شباك فالديز بعيدا عن متناول يديه الخائرة خوفا ورهبة ولم يعرف حينها اكبر منجم وكاشف طلاسم ليتكهن بالكارثة التي سوف تقع والمعجزة التي سوف تولد . وبعدما كانت العيون تترقب والقلوب تعتصر والألسنة تتخبط بلغات شتى والأرواح بأدعية سامية لعل وعسى يعود البارسا إلى الفور ما ولكن لم يكن ذلك أبدا فهي ليلة حيكت من قبل وأراد لها القدر أن تتوج البياض وتصنع خصيصا عروسا كعروس مندلي بوادي الرافدين ولكن من دون ما دماء .
وبعدما كنا نحن المدريديين ننتضر أن يستبدل شوستر البقية ليلعب مدافعا عن هدفين من الطراز الرفيع إلا انه كان لايزال يحدث موقفه ويشحذ الحراب ليقول لا اليوم ستقطع الرؤوس وليحدث مالم يحدث وليستبدل وينزل الدرر والنجوم وينزل هيكواين ليتحرك لمجرد دقيقة من يدين شوستر إلى أرجل فالديز وبويول وايدملسون الذي دخل بديلا مدمرا غير نافعا للراحل ريكارد ليمسك الكرة ويستلمها من الرائع في مباراة كان نجمها الأول برأيي محمد دايارا الأسمراني ويخادع الجميع لتصل إلى الفتى الجميل معلنا نهاية القصة واعتلاء الملك ضهر التنين البلوغراني وقطع أوداجه وأخيرا ينزل الفان غول بتحية المشتاق لحبيبه وبعد مابلغ وتحرك ومدده قدميه على العشب الذي غابة عن طويلا أهداه البديل الساحر روبينيو كرة رفعها ولكن بويول القائد ضنن انه في مباراة بيسكبول بين ميامي ونيو جرسي ليرفع يديه ويلتقطها بلقطة مضحكة تصدرت كل الصحف العالمية وليسكن الرود رصاصة الموت فهي ليست برصاصة الرحمة لأنها أطلقت من قبل صديقه هيكواين وبعدها يأتي هدف الغزال الأسمر تيري العجيب ولكن من دون جدوى على الأطلاق . وهكذا ترفع الأعلام في كل مكان ويتعالى صوت الـ هلا هلا هلا هلا مدريد ولاشئ سواه .